القصيدة الداليّة
هذه القصيدة الداليّة للعلامة الفهامة
الشيخ ضياء الدين أحمد أماني الفلي كندوي رحمه الله ونفعنا بعلومه وأسراره في الدارين
كنّى البرقُ بالتغميض إذ قهقه الرعد
غنّت طيور الجو إذ ضحك الورد
وأطربت الأشجارُ والصبح باسم
وما لاح اسباب المسرّة لي بعد
فهل جئتِ يا ريح الصبا ببشارة
بمولد محبوب الإله له الحمد
محمد المحمود خير مهاجر
به حسن الحسنى به سعد السعد
به ختم الله النبيين كلّهم
إلى الخلق لا يأتي نبيّ له بعد
كمالاته جلّت عن الحصر جملة
فما سدّها حدّ ولا جمع العدّ
وإعجازه القران مازال نقطة
ولا خفّ مشدود ولا قصر المد
ولا يمكن الإتيان منا بمثله
فويل لمن يشقي عن الدين يرتدّ
فحسبك ذوالمعجزات كثيرة
فلم ير في تلك المزايا له ندّ
رضاه رضا الخلّاق جلّت صفاته
فتصديقه قرب وإنكاره بعد
قبائل لا تحصى أقرّت بصدقه
فقاموا إليه طائعين وهم وفد
وسلّمت الأنعامُ والطير والحصى
عليه كذا الأشجار والحجر الصلد
ونور وجه الأرض نور جبينه
وقد زال عنها الفسق والقتل والوأد
وشمس الضحى يزري بها نور وجهه
وبدر الدجى أمسى يخجله الخدّ
وصلّى بجمع الأنبياء لفضلهم
فسار إلى الأفلاك والشوق يشتدّ
وقد نثرت فوق السماء جواهر
وصفّت جنود والسلام لها القصد
له فتحوا الأبواب ينتظرونه
تزيّن كل والثريا له العقد
دعاه اله الخلق يطلب قربه
دنى منه شوقا والسرادق منقدّ
كان محبا صادقا زار حبّه
فأصبح أسرارا فشيد بها الودّ
فذاك مقام فاق كلا شرافة
فما ناله حُرّ ولا رامه عبد
رأى النار والجنات كلّا بعينه
بكلّ عجيب في العوالم يعتدّ
غدا اللبن الصافي يسرّ فؤاده
وقد عرض الألبان والخمر والشهد
رماه باحجار شرار بطائف
وقد دميت رجلاه ذا منهم رفد
عليه أتى شهر وما كان عنده
من الزاد إلا ما حوى الإبط لا يبدو
ولكن دعى للإهتداء وما دعى
عليهم والا لم يقم منهم فرد
وكم من رجال اكرموا بدعائه
فما حسّهم حرّ ولا مسّهم برد
وهم كنجوم نهتدي ببريقها
فهديهم هدى ورشدهم رشد
حياتهم لله والموت مثلها
غدا الجوع عين الشبع والحرب يشتدّ
تظنّهم في السلم مثل مشايخ
وفي الحرب تلقاهم كأنهم أسد
نهارهم الفرسان رهبان ليليهم
فجهدهم جهد وزهدهم زهد
وليسوا بأغمار كما ظنّ جاهل
فكلّهم سيف أحاط به غمد
فعاش ابو بكر عزيزا بصدقه
ومات ابوجهل يذلّل ه الحقد
ابو لهب قد مات أقبح ميتة
واهلكه قهر من الله لا الجند
بسيف صقيل جاء فاروق دينه
فلما راه حار يغلبه الوجد
وانفق كل المال عثمان حسبة
فبشر بالجنات حقّ له الوعد
واعطى عليا ذاالفقار بخندق
فطاف باحزاب طغت وهو الفرد
و أرسل رب الناس ريحا شديدة
عليهم وشر البرد والليل مسودّ
ففروا فرادى غانمين نفوسهم
كانهم ما كان بينهم عهد
واصبحت الاطلال تسعى امامهم
فما كلهم الا يسابقها يعدو
وكم من شرار أدخلوا النار بغتة
فاين بهم ريّ واين لهم ورد
أشار الى البدر المنير فشقّه
فما كان من تصديقه لهم بدّ
ولكنهم غطّي الشقاء عيونهم
فمالوا عن الحق الصريح لهم بعد
أماني غريب بالحوادث مبتلى
واعياه طول السقم والزمن النكد
وذكرك يا خير الخليقة شغله
وطيبة مأواه ومنزله الهند
فان تدع يبرئه شفاء معجل
وتذهب بلايا أصبحت كلها تعدو
ودعائك مرجوّ وأنت مراده
فصلى عليك الله ما وري الزّند
கருத்துகள்
கருத்துரையிடுக